نبذة مختصرة عن شعب كل انصر


نبذة مختصرة عن شعب كل انصر

الديانة : الإسلام 

الإنتماء العرقي : ينتمي شعب كل انصر للأنصار والأشراف نسبًا ؛ إلا أنّهم استخولُوا الطّوارِقَ وتحالفُوا معهُم وجاورُوهُم قُرونًا من الزّمن - يتقاسمُون حُلوَ الحياةِ ومُرَّها - حتّى لقد تأصّل عُرفًا أنّ شعبَ كل انصر حليفٌ أزليٌّ مُّخلصٌ لشَعبِ الطّوارقِ ؛ ولا غنى لأحدِ الشّعبين عن الآخر ؛ وكأنّهما وجهانِ لعملة واحدة - ربٌّ واحِدٌ ، دينٌ واحدٌ ، وطنٌ واحدٌ - آلامٌ وآمالٌ واحدةٌ فى الماضى والحاضر ، ومغانمُ ومغارمُ ومصالحُ مشتركة. 

الموطن : المغرب العربي والشّمال الأفريقي والجزيرة العربية.. 

الإنتماء الوطني : شعب كل انصر شعبٌ أفريقيٌّ صحراويٌّ أزواديٌّ ماليٌّ ، بحكم انتمائه الجغرافيِّ السّياسيِّ ؛ حيث أنّ حوالي 90% من كل انصر يحملُون الجنسيّة المالية ويُعتَبرُون مواطنين ماليّين يتمتّعون بكافّة الحقُوق الوطنيّة فى جمهورية مالي. 

التّوزيع الجغرافي : ينتشر أبناء شعب كل انصر اليوم بين دول المغرب العربي والشّمال الأفريقي مثل الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا والنّيجير..وفى الجزير العربية وخاصّة المملكة العربية السّعودية.. 

أهمّية بلاد كل انصر : يسيطر شعب كل انصر على مناطق حيويّة ، غنية بالثّروة الزّراعيّة والحيوانية والمائية والسّمكية - قبل وبعد الإستعمار - وهي مناطق استراتيجة تتصدّر قائمة أهمّ المناطق فى جمهورية مالي.. 
ولديهم شبكة مترابطةٌ متقاربةٌ من مئاتِ الآبار التي تربطُ بين أهمّ الطّرق الصّحرواية فى أزواد ؛ ولديهم على حافة نهر النّيجير أهمّ الشّواطيءِ والمصايف الممتدّة -مئات الكيلو مترات- على طُول الشّريطِ السّاحليِّ الشّماليِّ للنهر. 

التّشكيل القبلي : شكّل الشّيخُ الجليل إنفا الأنصاري الخزرجي الأندلسي الـتُّـنبُكـْتـي حِلفًا قبليًّا من الأنصار والأشرافِ وأتباعِهم ومُحبِّيهم وحُلفائهم المخلصين ؛ فقويتْ شوكةُ هذا الحِلف ووضع الله له القبُولَ فى الأرضِ حتّى تحوّل بفضل الله تعالى إلى سلطنةٍ قويّة لها إمارةٌ مُّستقلّةٌ ، لديها شعبُها وجُيُوشُها الخاصّة بها وسلاطينُها وأمراؤُها وقضاتُها ، ولديها بلادُها التي تحكمُها وتعمرُها وتديرُ شُؤُونها ؛ وقد سُمّي هذا الحلفُ باسم اتّحادية " أو " سلطنة" ( كل انصر " أ و" كل انتصر ) وتعني : ( الأنصار - أهل النّصر - المنتصرُون - النّاصرُون) وقد وسطع نجمُها ، ولهجت بالثّناء عليها الألسنةُ فى طُول كلِّ بلادِ أزواد وعرضِها ؛ وحافظت سلطنة كل انصر على مكانتها بين شُعوب وقبائل أزواد حتّى أدركها الإستعمارُ الفرنسيُّ وهي فى قمّة ازدهارها. 

إمارة كل انصر : بقيت إمارة شعب كل انصر فى أبناء الشّيخ الجليل إنفا الأنصاري الخزرجي الأندلسي الـتُّـنبُكـْتـي يتوارثُونها ؛ وقد أحبَّهم شعبُهم واحترمُوهم وعرفُوا لهم قدرَهم ومكانتهم وأطاعُوهُم فى - المنشط والمكره - وحاربُوا معهُم الأعداء ؛ وحافظ أمراءُ كل انصر على مركزهِم الإجتماعيِّ وقامُوا بواجبهم خير قيام حتّى جاء الإستعمار الفرنسيّ ؛ فحاربته شعُوب وقبائل أزواد بما فى ذلك كل انصر ؛ فشتّتهم المستعمرُون وفرّقوهُم وقضوا على وحدتهم ، وهشّمُوا اقتصاد بلادهم ؛ واغتالُوا المعارضين من الأمراءِ والسّلاطين الذين قاومُوهُم - دفاعًا - وسجنُوهُم ولاحقُوهُم فى جميع البلدانِ حتى قضوا عليهم ؛ وتركُوا الأمراءَ والقادةَ والأعيان المتعاونين معهم فى مواقعِهم ؛ وعقدُوا معهُم اتفاقيّاتِ السّلام وتركُوهُم يحكمُون بلادَهم ؛ وتركُوا لهم ما بين أيديهم من امتيازاتٍ وصلاحيات ؛ فظلّ أعيانُ وسادةُ وأمراءُ شعب كل انصر يتوارثُون ما بقي لهم من سيادة فى بلادهم ، ويحكمون أنفسَهم ذاتيّا تحت حكم الفرنسيّين ؛ فلمّا استقلّت مالي بقيت الأمورُ على ذلك خلال الحقبة الماضية فى عهدِ كُلٍّ من (مُّوديبو كيتا) و ( موسى تراوري) و (ألفا عمر كناري ) و (أمادُو تُوماني تُورِي ) الرّئيس الحالي لجمهورية مالي .. ولكن مع تغيُّرٍ مُّستمرٍّ للتّشكيلاتِ الإداريّةِ والتّنظيميّةِ للمرشَّحِين المنتخَبين لقيادةِ الشَّعب وتولِّي شئُون البلادِ حسب نظام الانتخابات وقوانين حُكم الأقاليم والولاياتِ فى الجمهورية. 

مكانتهم الإجتماعية : يعتبر شعب كل انصر من أهمّ شُعُوب بلاد أزواد ، ويحتلّون مركز الصّدارة على رأس هرم التّشكيل القبلي الشّعبي بين أهمّ قبائل أزواد وشُعُوبها ؛ فهم شعب كريمٌ متعلّم متديّن ، يكثر فيهم العلم والصّلاح والتّقوى ، ويتحلّون بالأخلاقِ الإسلاميّةِ الحميدة ( الكرم - الشّجاعة - الشّهامة - المروءة - الصّدق - الأمانة - العدالة) ؛ ولديهم فى بلادهم سياسة حكيمة عادلة منصفة ؛ كسبُوا بها حبَّ واحترام وتقدير وثقة الجار والحليف والمسافر وعابر السّبيل والغريب.. 

المكانة السّياسية : شعب كل انصر عبارة عن كيانٍ قبليّ موحَّد ومستقلّ ؛ ولديهم فى أزواد بلادٌ مستقلّةٌ مسجّلةٌ فى وثائق دولة مالي باسم كل انصر أو كل انتصر ، ويحكمُون بلادَهُم ذاتيًّا قبل الإستعمار ؛ ويشاركون فى حكم كلّ أقاليم الشّمال اليوم بواسطة قانُون حُكمِ الأقاليم ونظام حكم الولايات ، وينخرطُ أبناءُ شعب كل انصر فى كافّةِ أجهزةِ الدّولة فى جمهورية مالي ( الوزارات - السّلك العسكري - السّلك الدّبلوماسي ) ونحو ذلك ، ولديهم كوادر مؤهَّلون ينخرطُون فى كافّة المؤسّساتِ المدنية ( التّعليم - الطّب - الهندسة - رئاسة البلديات ، والأقاليم ، والمناطق ، والقرى ) وغير ذلك ، ويساهمُون فى إرساء قواعد الأمن فى مالي منذ استقلالها إلى اليوم ، ولا زالت بلادُهُم تتميّز بوفرة الأمن ولله الحمد. 

سياستهم الدّفاعية : شعب كل انصر شعب مُّسلمٌ يحبُّون الخير ويعينُون أهله عليه ، ويكرهُون الشّرَّ ويعلنُون الحربَ على الأشرار فى بلادِهم ؛ ويحرّمُون على أنفسِهم وأتباعِهم الوقُوعَ فى المحظُوراتِ الشّرعيَّة والقانُونية ، ويتعاونُون دومًا مع السّلطةِ التّنفيذيَّة لتطبيقِ القانُون فى بلادِهِم ، وإذا ارتَكبَ مُّجرمٌ جريمةً فى بلادِهم جمعُوا الأدلةَ الجنائيّةَ وتعرّفُوا على الأثر بدقّةٍ وتعقّبُوهُ حتّى إذا قبضُوا على الجاني واعترف بجريمته أدانُوهُ وسلّمُوهُ ليدِ العدالةِ ؛ ثمّ تابعُوا قضيّته عبر ممثليهم حتّى نهايتِها ؛ ولديهم عيونٌ ساهرةٌ تحومُ حول حدُود بلادهِم تمشّطُها طُولاً وعرضًا وتدخل فى عمقِ الحدُودِ من كلّ اتجاهٍ ، تنشرُ رسائل السّلام ، وتنقل الأخبار تباعًا ؛ حرصًا على استتباب الأمن فى البلاد ، وحمايةً للممتلكات وأمن الناس ؛ واحتراسًا وحذرًا وتحسُّبًا واحتياطًا.. 
ومع ذلك لدى شعب كل انصر عامة ميلٌ واضحٌ إلى الموادعة والمسالمة جنُوحًا للسّلم واحترامًا للسّلام وحرصًا على نشر الأمن فى البلاد . 

القوانين العرفية: 
1- من وسمَ أنعامَه بوسمِ كل انصر وعاشَ فى بلادِهم مّعتبرًا نفسَه منهم ؛ فله ما لهم وعليه ما عليهم.. 
2- حماية الجار والمستجير والدّفاع عن الأتباع والحلفاءِ من آكد أولويّات القبيلة وأهمّ واجباتِها.. 
3- من انضمّ إلى شعب كل انصر للاحتماءِ بهم فلن يجرؤ أحدٌ على التّمييز بينه وبين أبناء القبيلة بأيّ شكلٍ من الأشكال.. 
4- آبار كل انصر ملكٌ لهم ، لا تُوهَب ولا تُباع ؛ والأولويّة فيها للأنصار ثم الأشراف ثم الأقرب فالأقرب والأولى فالأولى من شعب كل انصر حسب الأعراف وقوانين السّقاية. 
5- مزارع كل انصر العامّة ومراعيهم الخصبة ومواردهم المائية ومصايفهم وشواطئهم ملك عامّ مّشتركٌ ، يتوارثه أبناءُ شعب كل انصر وفق قوانينهم العرفية وعاداتهم الإجتماعية الإسلامية المتعارف عليها ؛ كالأسبقية إلى المكان ، وعمارة الأرض ، وإحياءِ الموات ، وتوارث المنفعة عبر الزّمن ونحو ذلك. 
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلّم وبارك على نبيّنا محمد.