تعريف كتاب (تاريخ قبائل لأنصار في سائر البلدان والأقطار) بأبناء إنفا الأنصاري

أورد الباحث ياسر الأنصاري فى كتابه (تاريخ قبائل لأنصار في سائر البلدان والأقطار) قوله :
بنو إنفا هم أنصار لا شك في ذلك ، ذكرتهم عدّةُ كتب ، وما وجدُوه على قبر جدّهم اسم (إنفا) أو نافع الأنصاري في مدينة تمبكتو دليل .

هل تعلم أن مدينة تمبكتو التي كانت تابعة لدولة المغرب قبل الاستعمار الفرنسي والملك محمد الخامس مات وهو يطالب بها؟

وهذه المنطقة أهلها وسكانها من البيض ، من القبائل العربية ، والطوارق ، وهم محافظون على أولادهم وبناتهم ، حتى لا يخالطوا أخلاقَ الفرنسيين ، والزنوج. (1)

كما يحافظون على العلوم الإسلامية واللغة العربية لغة أجدادهم ، ويحفظون أولادهم القرآن الكريم ، وجميع العلوم الإسلامية والعربية ، ولديهم حركة علمية قوية ، رغم الظروف الصحراوية والمعيشية القاهرة.

ومن القبائل التي سكنت مدينة تمبكتو هي: (الأنصار - وقبيلة كنتا وهم يعودون إلى بني أمية - وقبيلة البرابيش وهم خليط من القبائل العربية والطوارق الذين نزلوا من المغرب والجزائر وليبيا وغيرها - وقبائل الزنوج) والمصيبة أن بين قبيلة الأنصار ، وقبيلة كنتا ، اختلاف شديد ، بل ومعارك طاحنة قبل الاستعمار ، وزادها الاستعمار ، ولكنها زالت وعاد الصفاء بتبادل احترام خاص بين الطرفين.
* * * * * * * *
بعد هذه المقدمة عن أولاد إنفا أو نافع ، تم اللقاء مع الأستاذ عبد الرزاق بن الأمين الأنصاري ، حيث أوصلني إلى أخيه الدكتور محمد بن الأمين الأنصاري عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى ، وتناقشنا حول هذه القبيلة فذكر لي الشيخ أنهم من الأنصار حسب ما روته الكتب ، والمخطوطات التي كتبها أجدادُهم وفيها أسماؤهم الملقبين بالأنصاري ، وذكر كتابا اسمه (الإحاطة في أخبار غرناطة) ، وأن أول من بنى مسجدا في صحراء أزواد وعاصمتها تمبكتو المهندس والشّاعر إبراهيم الأنصاري.
وأصبح المسجد أثرا من آثار الأنصار وقد حولته حكومة مالي إلى أثر من آثار الدولة.
والدكتور محمد بن الأمين ذهب إلى المنطقة وألف كتيبا سماه: (التعريف بالعرب في جنوب الصحراء أزواد وعاصمتهم تمبكتو).

وبعد أخذ المعلومات ، تم اللقاء مع شخص آخر وهو الدكتور/ عبد الله بن محمد المهدي الأنصاري وهو عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام في منزله بالرياض وكتب مذكرة هي ملخص لكتابه الذي أعده وجمعه على أن يخرجه كتابا وسماه : (الأوفى في أخبار بني إنفا) وعندما سألته عن قبيلته ، أورد لي أن بني إنفا هم مميزون بالمحافظة على لقب الأنصار ، ويعرفهم بذلك القاصي والداني ، وهم بالنسبة لغيرهم من قبائل تلك الصحراء قلة معدودة ، ولكن يعدّون قبيلة كبيرة بأتباعهم ، وحلفائهم ، ومن دخل فيهم من القبائل الأخرى .

وذكر المهدي في كتابه (2) : ومن أهم مايؤكد انتسابهم إلى الأنصار أننا نجدهم صغارا وكباراً علماء وعوام يحتفون بذلك ويلهجون به) انتهى.

وهذا القول يدل على أن من أتباعهم من يكتب الأنصاري في السعودية ، وذكر ذلك الدكتور محمد بن الأمين أن أبناء أخواتهم من قبائل أخرى دخلوا معهم مستندين على الحديث : (أن ابن أخت القوم منهم).

وذكر الدكتور/ عبد الله محمد المهدي أن الأنصار ذوو ثقافة ، ليسوا كجهلة أهل البادية الذين لا عهد لهم بالعلم ، حيث خرج منهم علماء وقراء وأدباء ، الأمرالذى سبب لهم شهرة بين القبائل العربية.

ثم ذكر الدكتور/ عبد الله أن كل من انتسب إلى الأنصار من أهل (مالي) من غير هذا النسل (نسل بني إنفا) فاعلم أنه شيء توصل إليه ، وارتضاه لنفسه ، ثم قال : ليس ذلك بمشهور ، ولا معروف له ، ولا لآبائه من قبل . والله أعلم.

وأقول تعليقاً على قول الدكتور / عبد الله المهدي ، أن قولك يحتاج إلى بينة على أنه لا يوجد أنصار في مالي إلا بني إنفا ، حيث ذكرت كتب كثيرة ومنها : (تاريخ السودان – وتاريخ المغرب والأندلس) و(الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية ) يوجد أنصاراً كثراً ليسوا من بني إنفا.

وذكر المهدي في كتابه(3)محمد المصطفى بن محمد المزمل بن العلامة محمدأحمد بن محمدالمظفر بن أبي بكر بن يوسف بن عبد بن الحسن بن أبى بكر بن يحي بن علي بن معبد
بن أبوبكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري) انتهى.

وكما ذكر صاحب مخطوط (4) اعلم أن الأنصار الذين في بلاد أزواد فيهم من هم من أهل هذه السلسة سوى بني محمد بن إنفا المذكور فيها كأبناء البخاري وهم ابناء أوفيلياضن
وأبناء محمد الفقي بن حمنا بن المزمل ، ومنهم من أصله من الأنصار المدنيين .

من الاحتمالات التى ذكرها المؤلف من أبناء (أبي بكر بن عمرو بن حزم – أبي بكر بن أنس بن مالك – أبي بكر بن يحي بن النضر) لكن ليس من أهل هذه السلسلة بتاتا ، كأبناء آهبار الشهير أولاده من كل وروزير ، وكذا فُلان قرية آترى الأنصاريون وهم قبيلة كاملة في قرية آترا) أهـ

وكما تعلم أن الأنصار علماء يذهبون إلى أماكن الجهل ليعلموا أهلها وليس لهم بلد أو مدينة مخصوصة إنما وهبوا أنفسهم للتعليم ومن هذه العوائل التى خرجت من تمبكتو عائلة كبرا وذهبت إلى كانوا.

حدثني شيخ الطريقة القادرية في نجيريا وغرب أفريقية الدكتور قريب الله بن ناصر بن كبر بأن جده كبرا قدِم من مدينة تمبكتو للجهاد ضد الزنوج في مدينة كانوا وهو من العلماء وهم لا يتجاوزون الثلاثمائة فرد هم من ذرية جابر
بن عبد الله رضى الله عنه.

وذكر مرتضى في مخطوطه (5) يرجع قبيلة الأنصار في مالي (إنفا) إلى بني الأحمر من بني ساعدة من ولد عبد الله
(الصغير) وهو رأى آخر.

وهذا لا يهمنا بقدر ما يهمنا أنهم أنصار من الخزرج أو من الأوس ، حيث يوجد أناس يكتبون الأنصاري صفة لا نسبا ، وهنا يهمّنا النّسب في الكتاب وأما لمن يرجع من الصحابة ، فهذا من باب الزيادة والفضل .

علماً أن كبار السّن في عائلة بني إنفا، يرجعون نسبهم إلى الصحابي الجليل عمرو بن حزم النجاري، وهذا هو المشهور لدى كبار السن.

وذكر صاحب المخطوط(6)محمد بن إنفا هو ابن المصطفى بن المزمل بن محمد بن أحمد بن المظفر بن الولدان بن أبي بكر بن يوسف بن عبد مناف بن الحسن بن أبي بكر بن يحيى بن علي بن معبد بن لحد بن تحكت بن معتود بن قنوان بن نزار بن لمتون بن سنب بن يحيى بن منصور بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بن زيد النجاري الخزرجي الأنصاري)أهـ

وبعدها تم اللقاء مع الأستاذ/ إبراهيم بن منزل وعدة اشخاص في حي وادي جليل بمكة المكرمة وشرح لي عن عوائل الأنصار التي سكنت مالي والنيجر.

ومن خلال البحث استطعت أن أجمع عدة بيوتات ينتمون إلى أنصار مختلفين في نسبهم وجميعهم من الأنصار ، وهذه الأسماء التي سوف أكتب عنها ، هي متواجدة في الجزيرة العربية التي خرجت من مالي والنّيجر باختلاف البلدان ، وهذا الجمع حسب قدري الذي توصلت إليه ، وليس حصراً لقبائل الأنصار المتواجدة في مالي والنيجر.

وقال الأستاذ / إبراهيم منزل ، من الصعوبة حصر الأنصار في الصحراء الإفريقية ، إذ لا توجد وسائل نقل حديثة حتى يكون الاتصال بين قبائل مالي سريعا وقال إن أغلب قبائل مالي متقوقع على حد قبيلته، وكل واحدة منها تظن أنها القبيلة الوحيدة التي ترجع إلى الأنصار.

ثم ذُكرت لي بيوتات أبناء إنفا على التفصيل التالي:
أولا : أبناء محمد بن إنفا أربعة وهم :
1- أحمد (أبو زهرة) وأبناؤه هم المشهورون بـ(كل إن أبلحن).

2- سيدي قطب وأبناؤه هم :
أ- أمدايا
ب - الحاج بلا
ج - محمد (أبانين)
د - محمد المصطفى.

3- بلا
4- مما
وأما أبناء بلا، ومما ، فدخلوا في القبائل المجاورة ، ولم تتوفر لدينا تفاصيل دقيقة عنهم كبقية إخوانهم.

والعدد في أبناء سيدي قطب ولذلك انقسموا إلى عدة بيوتات على النحو التالي :

1- أولاد عبد الله الملقب (الحاج بلاَّ) وهم:
أ - حاكيدو (عبد الحكيم)
ب - أبو بكر
ج - آخوا (محمد)
د - أبين (محمد الأمين)
هـ - بدا (محمد)
و - أبناء عمر
ز - عثمان

2- أولاد محمد (أبانين) وهم:
أ- حمادا
ب - محمد علي
ج - محمد أحمد
د - محمد المختار
هـ - حتاهيل
و - محمد المصطفى
ز - محمدون
وله خمسة أبناء آخرين من أمهات شتى اسمهم جميعا : محمد ، ويتميز كل منهم باسم والدته .

أما أبناء أمدايا وأبناء محمد المصطفى فغير منقسمين إلى بيوتات.

وجدير بالذكر أننا أغفلنا في كل هذه التفاصيل الأبناء الذين ليس لهم عقب.


ويتوزع أبناء إنفا اليوم بين المملكة العربية السعودية وليبيا والجزائر والمغرب ومالي.

ومن البيوتات الموجودة من الأنصار في الجزيرة العربية
(السعودية) إدانتكرنات من أهل السوق ، ودباكر ، وبيت من إفوغاس.

ومن خلال هذه اللقاءات وجدت بعض الخلافات البسيطة ، ولكن بقدر المستطاع حاولت أن أجمع المعلومات ، ويوجد فيهم حلفاء. والله أعلم.

ذكر بول مارتي الفرنسي في كتابه( 7): يقول (تعيش جماعات كل انتصر حالياً مقسمة إلى مجموعتين ، وهي: المجموعة الغربية: وتعرف باسم (كل انتصر القبليين) تحت قيادة الطاهر بن المهدي ، وهي جماعة بدوية تعيش في ترحال بين داونا وفاقيبين في ضواحي تمبكتو.

والمجموعة الشرقية:
وتعرف باسم (كل انتصر الثليين) وهي التي تخضع لسلطة حمتال ، وتترحل إلى الشمال من النهر بالقرب من تمبكتو إلى الشمال من " ريرغو".

وهذه التفرقة الجغرافية كان سببها قتل أو وفاة إنقونا سنة 1898 م.

والآن تعيش المجموعتان في وفاق تام ، لكن لكل منهما حدودها ومراعيها.

مجموعة الغرب تعتبر في حدود أو دائرة قوندام ، بينما الأخرى أي (الشرق) في دائرة تنبكتو ، ومن ناحية أملهم واهتمامهم لا فرق بينهما ، ولا انفصال بين العائلات ، من ناحية تقاليدهم وطموحاتهم ، وحياتهم العملية ، حتى وضعهم التنظيمي يكاد يكون هو نفسه.

نلاحظ انقساماً ثلاثيا في كل مجموعة :
أولا: الصفوة أو "الطلبة".
ثانيا: الخدم" بيلا" أي العبيد.
ثالثا: السكان: سكان " ديبي" وقدماء القرى التابعة لهم إلى فاقبين.

وذكر(بول مارتي) في نفس المصدر (ص 29)
(كل انتصر الشرق أقل عددا من الغربيين ، وينقسمون إلى:
1 - كل انتصر الأصل (نذكرهم في باب النّسب) وهم أربعة فخوذ .
2 - كل انتصر الحلفاء( 8) ومنهم :
أ- كل انتُورْشاوين
ب - كل إنتلك
ج- كل إينقُّوزْمي
د - إمقّشرَن
هـ - كل أغزّافْ (9) وهم أبناء محمد (ابا) بن منا ، وهو الجد الجامع لأفخاذ الأشراف الغزافيين جميعا ، من سلالة محمد المختار (آيت) من سلالة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
و- كل آيبضن
ز- كل إنجا رَّنْ
وهم يسكنون بجانب الآبار ، والأنهار مثل (بويا ، زرهو ، أتلك ، إن كيلا ، إنتيشق ) انتهى.

وهذا حلف مودة ومناصرة ومؤازرة ، ومعظم هؤلاء أو كلهم هم من الأشراف .
-------------------
قائمة المصادر :
(1) -أ- بهجة الأبرار . انظر تكملة الشجرة في حرف الباء
(البصاديين) .
ب - بهجة الأبرار- تأليف محمد المختار الأنصاري – دار الحكمة ص 13 .
ج - مقاطعة مقطع الحجارة: محافظة في موريتانيا ) .
(2) -الأوفى المختار في تاريخ بني إنفا الأنصار – ص100تأليف د / عبدالله بن ) محمدالمهدي الأنصاري – دار الكتاب والسنة.
(3) - المصدر السابق ص 107 .
(4)- مخطوط (117 / - 2) تفتيش الوثائق عن تاريخ التوارق.
(5)- نثار الأخبارفي آثار الأنصار – مخطوط – تأليف مرتضى الأنصاري ) .
(6) - (116)مخطوط / 1) تفتيش الوثائق عن تاريخ التوارق(2).
(7)- كتاب (الأنصار كل إنتصر) ص 22 - مترجم .
(8)- (بول مارتي) في نفس المصدر (ص 29) .
(9)- انظر مخطوط : الأشراف الغزافيون في الصحراء الكبرى من سلالة إدريس بن عبد الله الحسني.
بقلم سيد محمد صادق الغزافي نسبا الأنصاري حلفا.
-----------------------
منقول بتصرف وتنسيق مختلف من كتاب (تاريخ قبائل لأنصار في سائر البلدان والأقطار)
للأستاذ ياس بن حميد الأنصاري

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

تفصيل موجز .. ونقل رائع، بوركتم